الرئيس ميقاتي بعد لقائه نظيره اليوناني: نعوّل على جهود اليونان لدعم لبنان
الإثنين، ١٦ كانون الأول، ٢٠٢٤
جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "تأكيد أهمية التقيد بالإجراءات المتخذة لوقف إطلاق النار وضمان استمراريتها، وخاصة التنفيذ الكامل للقرار 1701". واعتبر "أن انضمام اليونان للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي عن عامي 2025 و2026، سيساعد في إيصال الصوت اللبناني والدفاع عن حق بلدنا في السلم والإستقرار، ووقف العدوان الإسرائيلي عليه".
بدوره أكد رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس "أن المجتمع الدولي واليونان يبذلون أقصى ما يمكن القيام به لتأكيد احترام وقف إطلاق النار، والقرار الأممي الرقم1701 الذي يضمن سيادة لبنان الكاملة على الأراضي اللبنانية وتوفير الشروط للأمن والسلام المستدام لشعبه".
وشدد على "أن اليونان كانت وستبقى شريكاً كاملاً في جهود إعادة بناء لبنان".
وكان رئيس الحكومة ونظيره اليوناني عقدا إجتماعاً ثنائياً في السرايا بعد ظهر اليوم أعقبه لقاء موسّع شارك فيه عن الجانب اللبناني وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، قائد الجيش العماد جوزاف عون، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية ومستشارو رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس، السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي.
وحضر عن الجانب اليوناني وزير الخارجية جورج جيرابيتريتيس، السفيرة في لبنان دسبينا كوكولوبولو، رئيس هيئة الأركان العامة للدفاع الوطني الجنرال ديميتروس خوبيز، والمدير الديبلوماسي في مكتب رئيس الوزراء ايوانيس ميلتيادس نيكولايدس.
الوصول
وكان رئيس الوزراء اليوناني قد وصل الى السرايا بعد الظهر، حيث كان الرئيس ميقاتي في استقباله في الباحة الخارجية حيث أقيمت له مراسم الإستقبال الرسمية وتم عزف النشيدين اللبناني واليوناني.
ثم صافح الرئيسان ميقاتي وميتسوتاكيس أعضاء الوفدين اللبناني واليوناني.
لقاء صحافي
في ختام المحادثات عقد الرئيسان ميقاتي وميتسوتاكيس لقاءً صحافياً مشتركاً، فقال الرئيس ميقاتي: "سعدنا اليوم باستقبال رئيس وزراء اليونان السيد كيرياكوس ميتسوتاكيس والوفد المرافق وبحثنا في خلال المحادثات مختلف ملفات التعاون الثنائي والعلاقات المميزة التي تربط بلدينا وأوجه التشابه الكثيرة بينهما.
بداية بحثنا في التعاون المشترك وإمكانات عقد اتفاقات ثنائية اقتصادية وتجارية بين البلدين قد تسهم في تعزيز العلاقات وتقويتها ومساعدة لبنان على الخروج من أزمته المالية والإقتصادية، إستناداً الى الأزمة المشابهة التي مرّت بها اليونان والتي تجاوزتها الى حد كبير في السنوات القليلة الماضية.
في الشق السياسي، تطرقنا بالبحث الى الوضع الراهن في لبنان في ضوء الإجراءات المتخذة لوقف إطلاق النار. وشددنا على أهمية التقيّد ببنود هذه الإجراءات وضمان استمراريتها، وخاصة التنفيذ الكامل للقرار 1701.
وخلال اللقاء أكدنا الدور المهم للجيش في هذا المجال، وعبّر الرئيس ميتسوتاكيس عن استعداد اليونان للعمل على تأمين احتياجات الجيش وفق لوائح مفصلة، وهو الموضوع الذي تم بحثه في اجتماع ثنائي بين قائد الجيش ورئيس أركان الجيش اليوناني. وفي هذا المجال، فإننا نوجه التحية لليونان لمساهمتها في قوات حفظ السلام في الجنوب.
إننا على ثقة أن انضمام اليونان للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي عن عامي 2025 و2026، سيساعد في إيصال الصوت اللبناني والدفاع عن حق بلدنا في السلم والإستقرار، ووقف العدوان الإسرائيلي عليه.
خلال اللقاء أيضاً، طلبت من الرئيس ميتسوتاكيس إمكان إفادة لبنان من الخبرات اليونانية في مجال الإصلاحات الإقتصادية، والتعافي المالي خصوصاً وأن البلدين مرّا بتجارب مشابهة في هذا المجال.
دولة الرئيس: إننا نقدر عالياً زيارتكم لبلدنا في هذا الوقت الصعب ووقوفكم الى جانبنا ودعم وطننا على تجاوز محنته.
كما نعوّل على جهودكم الصادقة في سبيل دعم لبنان ونهوضه وتعزيز العلاقات التاريخية بين بلدينا في المجالات كافة.
شكراً لحضوركم والى المزيد من التعاون".
رئيس وزراء اليونان
بدوره قال رئيس وزراء اليونان: "أشكركم على هذا الإستقبال الحار في بلدكم الذي نتشارك وإياه صداقة قوية، وأنا كنت أنوي الحضور الى بيروت قبل عشرة أيام، ولكن من المهم أن نرى كيف تغيرت الأمور الإقليمية منذ ذلك الحين، وهي ما زالت في طور التغيير في هذه الأيام وأصبحت سوريا الآن في صلب الإهتمام، ولكن ذلك لا يعني بأي طريقة من الطرق أن لبنان وشعبه بعيدان عن قلبنا وأفكارنا واهتمامنا. اليوم نجد أنفسنا، كما قلتم، في منعطف حساس ومهم، وأن وقف إطلاق النار مع إسرائيل قدّم ووفّر أول نظرة أمل منذ فترة طويلة، ونحن نرحب بذلك، وإن جهود الوساطة التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا جديرة بالتقدير، وأدت الى هذا التطور المهم، وإن تطبيقه بالكامل من الجانبين أساسي ومهم، لأنه يحق للشعبين من ناحيتي الحدود العيش بكرامة من دون صواريخ وقذائف، وبالتأكيد إن المجتمع الدولي واليونان يبذلون أقصى ما يمكن القيام به لتأكيد احترام وقف إطلاق النار، والقرار الأممي الرقم 1701 الذي يضمن سيادة لبنان الكاملة على الأراضي اللبنانية وتوفير الشروط للأمن والسلام المستدام لشعبه.
كما تعلمون إن اليونان صديقة لشعب المنطقة وأنا هنا لأقدّم لكم رسالة دعم كبيرة، كوني رئيس الوزراء والقائد الأوروبي الأول الذي يزور لبنان بعد تطبيق وقف إطلاق النار، ونعلم كم عانى لبنان وعانيتم أيضاً وكم صمد لبنان ونحن نشد على هذا الصمود، وإن وجودي هنا يعكس اهتمام دولتي الصادق بلبنان ومؤسساته الرسمية بكل الوسائل الممكنة في هذه الأوقات الحساسة والمهمة، حيث يجب بالتأكيد تثبيت هذه الروابط التاريخية ونتمنى لكم السلام والمستقبل المزدهر بالنسبة للبنان".
وبالنسبة الى سوريا بالتأكيد إن سقوط نظام الأسد يعتبر تطوراً نرحب به، وهو يحتوي أيضاً على مخاطر في ما يتعلق بالهجرة والأمن، وعلينا أن نعمل سوياً وبشكل جماعي لضمان سيادة وسلامة أراضي سوريا واحترام حقوق الإنسان في كل المجتمعات والفئات الإثنية في هذا البلد الذي يتمتع بتاريخ تراثي مهم للغاية. لقد تمكنت من الإجتماع ببطريرك أنطاكية، وقدّم كلمة الأحد الماضي مهمة حيث قال: "هناك روابط وتاريخ مع كل الدول رغم كل ما مرت سوريا به وما قاله ينطبق على سوريا وعلى لبنان.
وإن العملية السياسية والطريق السياسية في المستقبل يجب أن تشمل كل المجموعات وتعالج أيضاً أي اختلافات وانقسامات في سوريا كون الشعب السوري عانى كثيراً. وكما نعرف أيضاً هناك موضوع النازحين السوريين ونأمل بأن يسمح الإستقرار المستقبلي في سوريا بعودة ملايين النازحين الذي يتواجد عدد كبير منهم في لبنان، إلى سوريا.
وفي الوقت ذاته فإن موضوع وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يبقى في صلب الإهتمامات الديبلوماسية لكي يمكن إرسال المساعدات الإنسانية إلى شعب غزة وصولاً إلى إعادة إحياء حل الدولتين.
كما قلتم في ما يتعلق بتعزيز وتقوية مؤسسات الدولة في لبنان، فإن ذلك يعتبر مهماً للغاية بالنسبة لنا، وبالتأكيد نأمل أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، ونحن سنبقى إلى جانبكم، وهذه كانت رسالتي الأساسية إلى دولة رئيس الوزراء، وأريد أن أنقل إلى الشعب اللبناني بأن اليونان كانت وستبقى شريكاً كاملاً في جهودكم لإعادة بناء بلدكم، ولدينا نقاط مشتركة كبيرة مع لبنان حيث لدينا جالية لبنانية كبيرة تمكنت من لقائها اليوم، ولدينا أيضا جالية لبنانية كبيرة في اليونان.
لقد أرسلنا المساعدات الإنسانية والمالية إلى لبنان في الأشهر الأخيرة، والمهم الآن هو تعزيز مؤسسات الدولة وتمكينها، وبالتأكيد فإن التطورات في سوريا تزيد إلحاح وضرورة دعم صمود لبنان في معالجة التهديدات وحماية حدوده. وإلحاقاً بالإجتماع برئيس الوزراء اللبناني وأيضاً برئيس مجلس النواب، أصبحت أشعر بأمل كبير بأن القادة اللبنانيين سينتهزون هذه الفرصة ويعملون بسرعة معاً لرؤية مشتركة لبلد مزدهر وسالم، ونحن سنكون إلى جانبكم وسننضم إلى مجلس الأمن كعضو دائم بداية شهر كانون الثاني من العام الجديد، ونريد أن نكون عاملاً يساهم في الإستقرار في كل المنطقة، وندعم كل الجهود لسلام مستدام، وندعم بالكامل تطبيق القرار1701.
وفي هذا الإطار من الأساسي والمهم دعم الجيش اللبناني الذي من المفترض به أن يتحمل دوراً كبيراً في تطبيق هذا الإتفاق وإتفاق وقف إطلاق النار وعودة النازحين إلى منازلهم، وقد ناقشنا مع دولة رئيس الوزراء طريقة القيام بذلك. وأن الجنرال اليوناني رافقنا في هذه الزيارة للمساهمة في تعزيز الروابط بين الجيشين وبالتأكيد نقر بدور "اليونيفيل" الأساسي في توفير الإستقرار والسلام للمنطقة، ونحن كنا دوماً ندعم"اليونيفيل" من خلال المشاركة في جنود السلام.
دعوني أختم بالقول: "نعرف بأن الطريق إلى الأمام لن تكون سهلة، وأخذت ملاحظة بما قلتم بشأن تعزيز الروابط بين مجتمعات الأعمال بين الدولتين، ونعرف بأن بلدكم قد مر بأزمة اقتصادية عميقة ولكن بإمكان ذلك أن يكون لمحة إيجابية كون اليونان أيضاً مرت بأزمة مماثلة ولكننا تمكنّا من استعادة العافية والنمو مجدداً، ونأمل بأن يكون ذلك أملاً لكم. وفي ما يتعلق بوجود هذه الفئات التي قال عنها جبران خليل جبران بأن كل فئة أو قسم لبناني يعتبر بأنه أمة، فإن قوة لبنان تكمن في هذا التنوع وبقدرتكم على الوقوف مجدداً رغم الظروف الصعبة، فاليونان تبقى شريكة لكم في السعي إلى الوصول إلى السلام والإزدهار.
لقاءات ثنائية
وعقد في السرايا خلال زيارة رئيس وزراء اليونان اجتماع بين وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب ونظيره اليوناني جورج جيرابيتريتيس.
كما عقد اجتماع بين قائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس هيئة الأركان العامة للدفاع الوطني الجنرال ديميتروس خوبيز.